ﺗﺠﺴﺪ اﻟﻜﻠﻤﺔ
ﻟﻠﻘﺪﻳﺲ أﺛﻨﺎﺳﻴﻮس اﻟﺮﺳﻮﻟﻲ
ﺗﺮﺟﻤﺔ اﻟﻘﻤﺺ ﻣﺮﻗﺲ داود
ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺗﺠﺴﺪ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻷﺛﻨﺎﺳﻴﻮس اﻟﺮﺳﻮﻟﻲ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺷﺮﻋﺖ ﻓﻲ ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﻟﻢ أﻛﻦ أﺗﻮﻗﻊ ﻛﻞ
ﻫﺬه اﻟﻜﻨﻮز اﻟﻼﻫﻮﺗﻴﺔ، ﻓﻘﺪ
ﻟﻘﺐ أﺛﻨﺎﺳﻴﻮس اﻟﺮﺳﻮﻟﻲ ﺑﺤﻖ أﻧﻪ "ﺣﺎﻣﻲ اﻹﻳﻤﺎن"
وﻟﻌﻞ أﻫﻢ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ أﺛﻨﺎﺳﻴﻮس
ﻋﻦ اﻟﻤﺴﻴﺢ ﻳﺘﻠﺨﺺ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ:
" ﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﺬي ﺻﻠﺐ أﻣﺎم اﻟﺸﻤﺲ وﻛﻞ اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ
ﻛﺸﻬﻮد، وأﻣﺎم ﻣﻦ أﺳﻠﻤﻮه إﻟﻰ
اﻟﻤﻮت. وﺑﻤﻮﺗﻪ ﺻﺎر اﻟﺨﻼص ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ، واﻟﻔﺪاء ﻟﻜﻞ اﻟﺨﻠﻴﻘﺔ،
ﻫﻮ ﺣﻴﺎة اﻟﺠﻤﻴﻊ ، اﻟﺬي
ﺳﻠﻢ ﺟﺴﺪه إﻟﻰ اﻟﻤﻮت ﻧﻴﺎﺑﺔ ﻋﻦ اﻟﺠﻤﻴﻊ، وﻷﺟﻞ اﻟﺠﻤﻴﻊ،
وﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﺆﻣﻦ اﻟﻴﻬﻮد ﺑﺬﻟﻚ
(ﻓﺼﻞ 7 :37) ﻓﻠﻴﺲ ﺑﺄﺣﺪ ﻏﻴﺮه اﻟﺨﻼص.
أﻣﺎ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ أﺛﻨﺎﺳﻴﻮس ﻟﻠﻴﻮﻧﺎﻧﻴﻴﻦ ﻓﺄﻫﻤﻪ ﻫﻮ ﻗﻮﻟﻪ :
إن اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﻴﻦ (وﺧﺎﺻﺔ
أﻓﻼﻃﻮن () ﻳﻘﻮل أن اﻟﻜﻮن ﺟﺴﻢ (أو ﺟﺴﺪ) ﻫﺎﺋﻞ، وﻫﺬا
ﺣﻖ ﻷﻧﻨﺎ ﻧﺮاه، وﻧﺮى
أﺟﺰاءه واﻗﻌﺔ ﺗﺤﺖ ﺣﻮاﺳﻨﺎ، ﻓﺈن ﻛﺎن ﻛﻠﻤﺔ اﻟﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﻜﻮن
اﻟﺬي ﻫﻮ ﺟﺴﻢ وان ﻛﺎن
ﻗﺪ اﺗﺤﺪ ﺑﻜﻞ اﻟﻜﻮن وﺑﻜﻞ أﺟﺰاﺋﻪ ، ﻓﻤﺎ ﻫﻮ وﺟﻪ اﻟﻐﺮاﺑﺔ
أو اﻟﺴﺨﻒ إن ﻗﻠﻨﺎ إﻧﻪ اﺗﺤﺪ
ﺑﺎﻹﻧﺴﺎن أﻳﻀﺎ؟ (ﻓﺼﻞ 5 :41) وﻳﻀﻴﻒ ﻛﺬﻟﻚ:
" إﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎن ﺣﻠﻮﻟﻪ ﻓﻲ ﺟﺴﺪ أﻣﺮا ﺳﺨﻴﻔﺎ وﻏﻴﺮ
ﻣﻌﻘﻮل ، ﻟﻜﺎن أﻣﺮا ﺳﺨﻴﻔﺎ أﻳﻀﺎ أن
ﻳﺘﺤﺪ ﺑﻜﻞ اﻟﻜﻮن، وﻳﻌﻄﻲ ﺿﻴﺎء وﺣﺮﻛﺔ ﻟﻜﻞ اﻷﺷﻴﺎء ﺑﻌﻨﺎﻳﺘﻪ،
ﻷن اﻟﻜﻮن أﻳﻀﺎ ﺟﺴﺪ.
أﻣﺎ إن ﻛﺎن ﻗﺪ ﻻق ﺑﻪ أن ﻳﺘﺤﺪ ﺑﺎﻟﻤﻮت ، وأن ﻳﻌﺮف ﻓﻲ
اﻟﻜﻞ، وﺟﺐ أن ﻳﻠﻴﻖ ﺑﻪ أﻳﻀﺎ
أن ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻲ ﺟﺴﺪ ﺑﺸﺮي، وأن ﻳﺴﺘﻀﺊ ﺑﻪ ذﻟﻚ اﻟﺠﺴﺪ وﻳﻌﻤﻞ،
ﻷن اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺟﺰء ﻣﻦ
اﻟﻜﻞ ﻛﺴﺎﺋﺮ اﻷﺟﺰاء. وﻟﻮ ﻛﺎن آﻣﺮا ﻏﻴﺮ ﻻﺋﻖ أن ﻳﺘﺨﺬ
ﺟﺰءا ﻛﺄداة ﻳﻌﻠﻢ اﻟﺒﺸﺮ ﺑﻬﺎ ﻋﻦ
ﻻﻫﻮﺗﻪ، ﻟﻜﺎن أﻣﺮا ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ اﻟﺴﺨﻒ أن ﻳﻌﺮف ﺑﻮاﺳﻄﺔ
ﻛﻞ اﻟﻜﻮن أﻳﻀﺎ ﻓﺼﻞ 6 :41
و7
لتحميل الكتاب اضغط هـــــــــــــــنا