كثيرون
كتبوا عن القداس الإلهي "الإفخارستيا"
فمنهم من بحث الجانب التاريخي، ومنهم من لمس الجانب الطقسي، وآخرون تطرقوا
للمفهوم اللاهوتي،
لكني أود أيها الحبيب أن ندخل سويًا تحت قيادة الروح القدس إلى
أعماق هذا السرّ، فنلتقي بربنا يسوع المسيح، نلمس حبه، ونتفهم عمله الخلاصي،
ونتذوق الإتحاد به، وننعم بإشراقاته الإلهية، ونشاركه أمجاده الأبدية!
الحق
أقول إنني في خدمة القداس الإلهي أدهش: ترى هل ارتفعت الكنيسة إلى السماء نحو
عريسها الإلهي، أم تحولت الأرض سماءً، فجاء العريس السماوي مع مصاف ملائكته يحتضن
عروسه التي أحبها؟!
أيها
الحبيب، ما أصعب علىّ أن أحدثك عن هذا السر؛
فهو سرّ
العبادة والتقديس في اليهود تتعرف النفس على الثالوث القدوس، تحبه وتعشقه، تتقبل
عمله فيها متجاوبة معه...
وهو سرّ
الإفخارستيا "الشكر" الذي نتناوله فننعم بحياة المسيح الإفخارستية التي
تبتلع كل جحودٍ فينا...
هو سرّ
الخلاص، أو قل "سرّ الذبيحة الحية غير الدموية"، إمكانية الصليب التي لا
تتقدم ولا تشيخ، بل هي جديدة كل يومٍ تعمل لخلاصنا ونمونا...
هو سرّ
العهد الجديد، به قدم الابن دمه مهرًا لكنيسته العروس، عهدًا جديدًا أبديًا...
هو سرّ
الفصح الجديد، حيث ينطلق بنا الروح القدس لندخل إلى الكتاب المقدس بعهديه، نتفهم
عمليًا موسى والأنبياء، ونتعرف على أعمال الله الخلاصية مع الإنسان، لا كتاريخ
يطويه الزمن، بل كحياة عملت فينا، ولا تزال تعمل لخلاصنا، وتبقى عاملة من أجلنا
إلى الأبد...
هو سرّ
الكنيسة الإفخارستية التي تحطم قيود الزمن خلال هذا السر، فلا تعرف في الماضي أو
الحاضر أو المستقبل إلاَّ حياة المسيح مخلصها الذي عبر بها في دائرة الأبدية...
لتحميل الكتاب اضغط هـــــــــــــــنا