القيمة الإنجيلية
ومستوى الأصالة لرسالة غلاطية:
تحتل
الرسالة إلى غلاطية مكانة ممتازة بين الرسائل التي لبولس الرسول، فبحسب رأي
العلماء الأوائل ومعهم المدرسة الألمانية النقدية توبنجن،
تعتبر واحدة
من أربع رسائل مدموغة بالأصالة وهي الرسالتان لكورنثوس والرسالة إلى رومية وهذه
الرسالة. ولكن تقع رسالة غلاطية في الصدارة بحسب
تقنين أقدم العلماء مثل ترتليانوس الذي يقول إنها الأُولى في قوة شمول حجتها ضد
اليهودية.
أمَّا
عند العلماء المحدثين مثل ليتفوت ويوافقه
العالِم بروس فإن الرسالة
إلى غلاطية تُعتبر النموذج الأول الذي خرجت رسالة رومية على قياسها ومستواها. لذلك
فهي أقرب الرسائل إلى رسالة رومية.
ويقول
العالِم بروس عن دراسات ليتفوت إن الرسالة إلى غلاطية تتعدَّى مجرد النموذج الذي
خرجت رسالة رومية على مستواه، بل تتفوَّق على الكل من جهة الدراسة اللاهوتية
الواعية المتفتحة في موضوع التبرير أمام الله بالإيمان بدون ناموس، حيث فيها تحل
النعمة بالتمام محل أعمال الناموس. وعلى هذه الدراسة صيغت كل الرسائل، كما كانت
صاحبة السبق في تقديم عمل الروح القدس كمركز وحيد تنشأ منه وتدور حوله الحياة
الجديدة في المسيح يسوع، الموضوع الذي استوفاه ق. بولس بعد ذلك في الرسالة إلى
رومية. حيث من الروح القدس يولد الإنسان الجديد في المسيح ليحسب ابناً حرًّا لله
غير ملتزم أو خاضع للناموس كامتياز بالنعمة فائق على كل تصوُّر في القديم.
' & '