الخلقة الجديدة للأنسان المسيحى - الأب متى المسكين


حينما نتكلَّم عن ميلاد المسيح وموته وقيامته، فنحن نتكلَّم عن أمور حدثت فينا ولنا.
لأن قولنا إن المسيح قد وُلِد، هذا يعني لاهوتياً أن الكلمة ابن الله أخذ جسداً لنفسه من العذراء القديسة مريم. وقد اصطفاها عذراء وقديسة لتكون عيِّنة البشرية التي أخذها لنفسه طاهرة ومقدَّسة، ثم أنها حملت من “الروح القدس”، فتبيَّن أن المولود منها هو “ابن الله” حسب قول الملاك.
ولكن شخص الكلمة ابن الله غير محدود، بل هو مطلق وطبيعته لانهائية. لذلك لمَّا أخذ جسده من العذراء واتَّحد به، نال الجسد صفات ابن الله في اللامحدودية. هذا بالذات يجعلنا نفهم أن الجسد الذي أخذه المسيح من العذراء القديسة مريم والروح والقدس، هو أكثر من أن يكون جسداً محدوداً لفرد واحد، إذ حُسِبَ أنه جسد يضم ويجمع في ذاته البشرية كلها.
لذلك لَمَّا صُلِب المسيح وهو حامل خطايانا، قال بولس الرسول إننا صُلِبنا معه جميعاً، ولَمَّا مات قال إننا متنا جميعاً معه، ولَمَّا قام قال إننا قمنا جميعاً معه، ولَمَّا جلس في السماء قال إننا جلسنا معه في السموات.

لتحميل الكتاب اضغط هــــــــــــــــنا
أحدث أقدم