أقوال 2 - القديس أغسطينوس

قدم ما أُمرت به، بعد ذلك فلتأمر بما تريد .
القديس أغسطينوس
اهرب إلى الله نفسه، إن أردت أن تهرب منه.
 اهرب بالاعتراف لا بالاختباء.

 قل له: "أنت ملجأ لي".
 هكذا دع الحب الذي وحده يهب حياة أن ينمو في داخلك .
القديس أغسطينوس 
عملان للرحمة يجعلان الإنسان حرًا: اغفر يُغفر لك، أعطِ فتنال .
ماذا يشحذ منك الفقير؟ خبزًا. ماذا تشحذ من الله؟ المسيح القائل: "أنا هو الخبز الحيّ النازل من السماء" .
إن أردت أن تطير صلواتك مرتفعة إلى الله، هب لها جناحين: الصوم والصدقة .
القديس أغسطينوس 
  عندما نصلي نكون شحاذين أمام الله. نقف أمام صاحب البيت العظيم ننحني ونبكي، مترجين أن ننال شيئًا، هذا الشيء هو الله نفسه .
القديس أغسطينوس 
 الصوم هو أن تفرح وأنت ترى آخر يجد طعامًا .
القديس أغسطينوس 
إن كنت حزينًا وأنت تُعطي فأنت تفقد كلاً من الخبز والاستحقاق، لأن الله يحب المعطي المسرور .
القديس أغسطينوس 
أولاً عُد إلى نفسك مما هو خارج عنك، عندئذ قدم نفسك ثانية لذاك الذي خلقك. فهو مصدر كل سعادتنا وصلاحنا الكامل .
القديس أغسطينوس 
لا تيأسوا من أنفسكم. أنتم أناس خلقتم على صورة الله.
   ذاك الذي خلقكم أناسًا صار هو نفسه إنسانًا: لقد سُفك دم الابن الوحيد من أجلكم .
القديس أغسطينوس 
 إن فكرتم في ضعفكم ترون أنفسكم تافهين، قدروا أنفسكم حسب الثمن الذي دُفع فيكم .
القديس أغسطينوس 
 يعرف الله سعيكم وإرادتكم الصالحة، وينتظر جهادكم، ويسند ضعفكم، ويكلل نصرتكم .
القديس أغسطينوس 
 يعرف الرب الذين له، كما يرى الفلاح البذور في السنبلة.
   لا تخف بأنك لست معروفًا، فإن العاصفة ستنفخ البذرة التي تحت السنبلة.
   الديان ليس إنسانًا بل الثالوث.
   إنه إله إبراهيم  واسحق ويعقوب، بل هذا إلهك أنت أيضًا.
   أنت تسأله مكافأة، وهو يعطيك ذاته هبة لك. ماذا تطلب بعد؟ .
القديس أغسطينوس 
الكبرياء خطية عظيمة، رأس كل الخطايا وعلتها، أما بدايتها فهو الابتعاد عن الله.
يا أحبائي، لا تستهينوا بهذه الرذيلة، فإن المتكبر الذي يحتقر نير المسيح يلتزم بنير الخطية القاسي. ربما لا يريد أن يخدم، لكنه يلتزم بهذا لأنه إذ لا يريد أن يكون خادمًا للحب، بغير إرادته يصير عبدًا للخطية .
القديس أغسطينوس
من أجل هدم خطية الكبرياء تواضع الله، آخذًا طبيعة عبدٍ، محتملاً إهانات، وصار معلقًا على صليبٍ. لكي يشفينا اتضع، أفلا نخجل من الكبرياء .
القديس أغسطينوس
 الذي مات بإرادته الحرة لم يهدد بكلمة، فهل تغضب وتهدد يا من لا تعرف متى تموت؟! 
القديس أغسطينوس
 لست أخبرك أن تنظر إلى الطريق، فإن الطريق جاء إليك: قم وسرّ .
 تسأل: لماذا يلزمني ألا أحب العالم ما دام الله هو الذي خلقه؟
    أيها الاخوة، الإنسان الذي يحب أي شيء ليس من أجل الله فإن محبته الله قليلاً جدًا.
إنه ليس يجب ألا تحب الأمور المخلوقة، وإنما أن تحبها لأجل ذاتها فهذا طمع وليس حبًا .
 لك الخيار: إما أن تحب الأمور الزمنية وتعبر معها، أو لا تحبها وتبقى مع الله إلى الأبد .
 نهر الزمن يجرف، لكن يوجد ما يشبه شجرة مزروعة على المياه، هي ربنا يسوع المسيح. لقد صار إنسانًا، لكي يزرع نفسه بجوار نهر الزمن.
إن شعرت في نفسك أنك تنجرف إلى أسفل نحو التيار أمسك الشجرة. إن أمسك بك حب العالم أمسك بالمسيح. فإنه من أجلك دخل في الزمن لكن لم يكف عن أن يبقى أبديًا .
القديس أغسطينوس
 الآن أدعوك ألا تتخلى عني، فإنك قد أتيت لمعونتي قبل أن أدعوك. عندما كنت بعيدًا عنك تعقبتني لكي أصغي إلى صوتك، وأرجع إليك.
دعوتك لكي تعينني، لكن في كل وقت أنت الذي تدعوني إليك.
أنت مسحت كل خطاياي ولم تردها بالعقوبة التي أنا أستحقها .
 إن كنت لا تعيش كمسيحي فما نفع دعوتك مسيحيًا؟! 
القديس أغسطينوس
لتدركوا أيها الأحباء أن فرح كل الأفراح يتحقق بالبهجة في الثالوث الذي خُلقنا على صورته .
أينما توجهت نفس الإنسان فإنها إن لم تتجه نحوك تجمع لقلبها الأحزان. حتى إن التصقت بما هو محبوب لديها، إن كان هذا المحبوب خارج الله، فإنها تلتصق بالحزن. لأن هذه الأمور الجميلة لا وجود لها بدونك. وذلك كالشمس تشرق ثم تغيب، لهذه الأمور بداياتها ثم تشيخ وتموت.
هب لي أن أسبحك من أجل هذه الأشياء، يا إلهي خالق كل هذه الأشياء. لكن لا تدع محبة هذه الأشياء تلتصق بنفسي.
لا يوجد في هذه الأمور موضعًا للراحة، لأنها أمور غير باقية، بل تعبر وتختفي من حواسنا. حقًا إننا لا نقدر أن ننالها دومًا حتى عندما تكون بين أيدينا .
القديس أغسطينوس
 في هذا العالم أمر يمضي وآخر يحتل مكانه. 
لكن  كلمة الله لا يعبر، ليكن مسكنك فيه.
أودعه ما لديك، فإن كل ما لديك هو من عنده. 
فيه يوجد السلام الذي لا يمكن أن يحل به اضطراب، وهو لا يحجب نفسه عن حبك إن كنت لا تحجب عنه حبك .
القديس أغسطينوس
 إننا نؤمن ليس لأننا نعرف، وإنما لكي نأتي إلى المعرفة. فإن ما سنعرفه لم تره عين، ولم تسمع به أذن، ولم يتخيله قلب. الإيمان هو أن نؤمن بما لم نره بعد، والحق إننا نرى ما نؤمن به .
 السير وراء الله هو الشوق نحو السعادة، من يبلغ إليه يبلغ السعادة عينها .
 إن بلغنا طريق الإيمان فلنحتفظ فيه بلا تذبذب، حتى تصير قلوبنا قادرة أن تعرف ما لم نفهمه الآن .
 هل يمكن لله أن يكره فينا ما يميزنا به عن الحيوانات؟ حتمًا لا، فإننا على أي الأحوال لا نستطيع أن نؤمن لو لم تكن لنا نفوس عاقلة .
 توجد بعض الأمور خاصة بخلاصنا لم نستطع بعد أن نفهمها، لكننا يومًا ما سنفهمها. في هذه الأمور يسير الإيمان مع العقل، منقيًا القلب، وجاعلاً إياه قادرًا أن يتقبل نور العقل العظيم .
 يقول النبي ما لم تؤمن لن تفهم، هكذا نرى أنه من اللائق أن الإيمان يتقدم الفهم. إن تتبعنا ذلك، فإن قليلاً من العقل يسبق الإيمان .
القديس أغسطينوس
 هل تظن أنك تنزع الأشرار من صحبة الصالحين؟ إن كان الأمر كذلك أنظر إن كنت تقدر أن تنزع كل الأفكار الشريرة من قلبك؟ فإننا في كل يوم نحارب مع قلوبنا .
القديس أغسطينوس
 ليكن الرب إلهك هو رجاءك. لا تطلب منه شيئًا آخر، بل ليكن هو نفسه رجاءك.
يوجد أناس يترجون في الله غنى أو كرامات زائلة ومؤقتة. في اختصار يترجون أن ينالوا من الله أمورًا غير الله نفسه. 
اطلبه وحده، واحتقر كل ما سواه، وليكن طريقك نحوه. انسى الأمور الأخرى وتذكره، اترك الأمور الأخرى إلى الوراء واقترب إليه. ليكن هو رجاءك، هذا الذي يقودك إلى مصيرك .
 اترك كل رغباتك. ذاك الذي صنع السماء والأرض أكثر جمالاً من الكل. ذاك الذي خلق كل الأشياء أفضل من الكل، سيكون بالنسبة لك كل ما تحبه. تعلم أن تحب الخالق في خليقته، في العمل الذي صنعه هو. لا تسمح لما فعله أن يمسك بك فتفقد ذاك الذي هو نفسه قد خلقك .
القديس أغسطينوس
 لا يقدر مسيحي أن يقول ليس له متاعب، لماذا؟ لأنه مادمنا في الجسد فإننا في رحلة نحو الله. مهما كانت الأمور حسنة فإننا لا نزال لسنا في بيتنا. لا يقدر الإنسان أن يحب الرحلة ومدينته في نفس الوقت. فإن أحب وطنه تبدو رحلته شاقة ومملوءة متاعب. هنا نحن نتعب ونحزن، هناك راحة بلا نهاية وحب بلا قلق .
 لكنك تقول: لدي كل ما أريد. هل لديك؟ هل أنت متأكد أن هذا لا يختفي؟ 
أنا الآن أكثر غنى. لقد جمعت أموالاً كثيرة. ربما صرت أكثر خوفًا مما كنت عليه، ربما كنت تشعر بآمان أكثر عندما كنت أكثر فقرًا.
لكن لنفترض أن لديك كل شيء، وأنك غني في أمور هذا العالم وتشعر بأمان أيضًا من جهتها  لكن يقول لك الله: "ليبق الحال هكذا على الدوام، ستملك هذه الأمور على الدوام، لن ترى وجهي".
أيها الاخوة اطلبوا الروح لا الجسد. دعوا الإيمان والرجاء والمحبة التي بدأت تنمو في قلوبكم أن تقدم لكم الإجابة. فكروا، هل كل هذه الممتلكات تجعلكم سعداء إن كنا لا نرى وجه الله؟ حاشا فإنه لن يجد إنسان راحته فيها ولا يطلب ما هو أكثر. مثل هذا الإنسان لم يبدأ بعد يحب الله ويحيا سائحًا. ليس شيء مما لنا سوى الله بالحق هو عذب بالنسبة لنا. إنه واهب كل الأشياء بدونه ماذا تحسب هذه الأمور؟ 
القديس أغسطينوس
 إن ترجى أن الله الأبدي يعطيك خيرات هذا العالم أو يعطيك الشيطان الحياة الأبدية هما أمران رهيبان متعادلان. ضع عينك على القذيفة، فإن كنعان على الطريق السليم.
إن كانت قدماك قويتين، اجرِ هكذا بأسرع ما يمكن، فإنك إذ تتحرك سريعًا تصل بيتك سريعًا. لكن ربما يكون ساقك ضعيفًا. فليكن، إنما لا تترك الطريق، فإنك ستصل إلى هناك متأخرًا قليلاً. أحذر أن تتوقف في الطريق أو ترجع، لا تتجول بعيدًا عنه .
 ماذا نفعل؟ هل فقط الذين لا يخطئون وحدهم مطوبون؟ لا، بل الذين تغفر خطاياهم هم مطوبون. تُعطى هذه النعمة لنا مجانًا، ليس لنا أعمال صالحة نظهرها، مع هذا يغفر لنا خطايانا! 
 إن تطلعت إلى أعمالك ترى الشر، وإن كان الله يكافئك فإنك ملعون، لأن "أجرة الخطية موت". لكن انظر، فإن الله لا يعاقب على الخطية تمامًا بل يقدم لك مجانًا النعمة التي ليست ملكك .
 أنت مستحق للعقوبة، لكنك تنال المغفرة. وبهذه المغفرة يبدأ إيمانك، وبمحبة تبدأ تعمل حسنُا. فقط لا تمجد ذاتك، ولا تنتفخ. تذكر ما كنت عليه حينما وجدك. تأمل أنك خاطئ، وتحقق أنه بالإيمان بالحب بدأت أن تعمل حسنًا، وهذا ليس بقوتك بل بنعمة الله .
القديس أغسطينوس
يؤكد القديس أغسطينوس إن حياة المسيحي ليست إلا شهوة مقدسة .


أحدث أقدم