الصلاة والحياة السعيدة
القديس أغسطينوس
لا يوجد إنسان لا يطلب هذه (الحياة السعيدة)، فالكل يشتهيها بغيرة مفضلاً إياها عن كل الأشياء الأخرى؛ ومن يطلب أشياء أخرى ففي الحقيقة يطلبها لهذا الهدف وحده .
(كل البشر يسعون وراء السعادة)؛ "أما أن يعرف الإنسان أين هذا الأمر الذي يشتهيه الكل، فهذا ما يختلف فيه البشر فيما بينهم وينقسمون على بعضهم البعض .
من يقدر أن يحب ما لا يعرفه ؟!
تميل (النفس) نحو ما تحبه، وإذ تناله تجد راحة .
كما أن الجسد gravitates حسب وزنه، هكذا النفس، في أي تجاه تميل إليه، تُحمل بواسطة الحب .
هل نقول لك: "لا تحب شيئًا"؟ حاشا! فإنك أن لم تحب تكون متبلد الحس، ميتًا، مكروهًا، وبائسًا. حب؛ لكن اهتم أن تعرف ماذا تحب .
في رأيي أنك لا تكون سعيدًا إن كنت عاجزًا عن اقتناء ما تحبه، أيا كان هذا.
ولا تكون سعيدًا إن لم تحب ما هو لديك مما هو صالح.
أو إن كنت قادرًا على أن يكون لديك ما تحبه، إن كان هذا ضارًا لك.
فإنك إن كنت تطلب ما لا تقدر أن تقتنيه فإنك تتعذب. وإن كنت تسأل ما لا تحتاج إليك فانت مخدوع. وإن كنت لا تطلب ما يجب أن تسأله فأنت لست سليمًا عقليًا.
الآن ليس شيء من هذه الحالات لا يصحبها الشعور بالبؤس؛ والبؤس والسعادة لن يقطنا معًا فيك .
الآن، ماذا يدوم إلا الله وحده الذي فيه يكمن صلاح الإنسان الأعظم ؟!
لتحميل المقال كاملا اضغط هـــــــــنا للتحميل