ترفقوا بالخطاة! للقديس أمبروسيوس

الله... صديق الخطاة
 تعطشك إلى صديق
 الإنسان كمخلوق اجتماعي، يخاف الوحدة ويرهب العزلة والسكون، يشتاق أن يشبع قلبه، لا بزميلٍ بل بصديقٍ، يرافقه على الدوام، يفهمه ويتجاوب معه،
ويقبل أفكاره ويدرك مفاهيمه وفلسفته، ويحترمه ويقدره، ويبادله الأسرار في صراحة، ويشاركه بكل أحاسيسه في أحزانه وأفراحه بلا رياء أو مداهنة.
يوجد زملاء كثيرون، لكن الحاجة إلى صديقٍ محبٍ، يحب بلا أنانية، يحب فوق كل الظروف والأزمنة، لا يطلب لنفسه نفعًا ماديًا أو اجتماعيًا أو عاطفيًا أو معنويًا، علانية أو خفية.
فأيوب تطلع في وسط بليته يطلب صديقًا، ولكن أبناءه ماتوا، والزوجة معينته وشريكته صارت شراكًا له، تضيف إلى نيران تجربته وقودًا، إذ في سخرية قالت له: "أنت متمسك بعد بكمالك، بارك الله ومُت" (أي 2: 9). أما أصدقاؤه فلم يعزوه في كربته بل دفعوا به إلى التذمر على الله. وأخيرًا إذ سئم أيوب من أحاديثهم وتوبيخاتهم له قال لهم: "قد سمعت كثيرًا مثل هذا. معزون متعبون كلكم. هل من نهاية لكلام فارغ" (أي 16: 2-3).

لتحميل المقالة كاملة اضغط هـــــــــــــــــــــــــنا
أحدث أقدم