يقدم لنا القديس أغسطينوس حديثًا مبسطًا للغاية عن
"قانون الإيمان" خاطب به الموعوظين قبل نوالهم سرّ العماد، وقد
اتسم بالبساطة الشديدة التي تتناسب مع السامعين.
القمص تادرس
يعقوب ملطي
نوفمبر 1982.
إستلموا يا أولادي دستور الإيمان الذي يُدعى
"قانون الإيمان"… وإذ تتقبلونه اكتبوه في قلوبكم، ورددوه يوميًا: قبل أن
تناموا، وقبل أن تخرجوا. سلحوا نفسكم بقانون إيمانكم.
فقانون الإيمان لا يكتبه الإنسان لكي يقرأه، بل لكي يردده حتى لا يمحوا
النسيان ما تتسلمونه بعناية. لتكن ذاكرتكم تسجيلاً له.
إن ما تسمعونه، هو ما تؤمنون به. وما تؤمنون به هو الذي ترددونه على
ألسنتكم، إذ يقول الرسول: "لأن القلب يؤمن به للبرّ، والفك يعترف به
للخلاص" (رو 10: 10).
إن ما تسمعون مبعثر في الكتاب المقدس من هنا وهناك، ولكن هنا مرّكز لكي لا
يتضايق الناس البطيئ الذاكرة، فيقدر كل إنسان أن ينطق وأن يحصر ما يؤمن به.
هل سمعتم عن الله أنه قدير؟ إذن ابتدؤا أن تأخذوه أبًا لكم، إذ تولدون
بواسطة الكنيسة كأم لكم.
هذا هو ما تتسلمونه وتتأملونه فتتمسكون به، وعندئذ تقولون:
أؤمن بالله الآب القدير (ضابط الكل)
الله قدير،
ومع ذلك فإنه لا يقدر أن يموت، ولا أن يُخدع، ولا أن يكذب وكما يقول الرسول:
"لن يقدر أن ينكر نفسه" (2تي 2: 13). فكيف يُدعى
"قديرًا" وهو لا يقدر أن يفعل أمورًا كثيرة كهذه؟!
نعم، إنه لهذا يُدعى "قديرًا"..وأنه يمكن أن
يموت (اللاهوت) لما حُسب قديرًا... ولو كان يكذب ويُخدع ويظلم… لما كان قديرًا، ولا يستحق إذًا أن يدعى
"قديرًا"..
لتحميل العظة اضغط هـــــــــــــــنا للتحميل