أخوتي
الأعزاء.. أنني كما اعتدنا أستعد مرة أخرى لأخبركم عن العيد المنقذ الذي سيحل.
فأنه وإن كان أضداد المسيح (الأريوسيون) يضايقونكم وإيانا بأحزان وآلام، لكن إذ
يعزينا الله بالإيمان المشترك(1) أكتب إليكم من روما.
وإذ
أحفظ العيد هنا مع الأخوة، إلا أنني أكون حافظًا له معكم بالإرادة والروح، إذ نقدم
جميعًا صلوات عامة إلى الله الذي وهبنا لا أن نؤمن به فحسب بل وأن نتألم أيضًا من
أجله(2).
فإننا
ونحن مضطربون لبعدنا عنكم، لكن الله يحركنا للكتابة إليكم، فتصير لنا هذه الرسالة
تعزية، ويلاحظ بعضنا البعض محرضين بعضنا في الأعمال الصالحة(3).
حقًا
إن أحزانًا غير محصية واضطهادات مرة موجهة ضد الكنيسة، ضدنا. لأن الهراطقة
(الأريوسيين) إذ هم فاسدين في أذهانهم، منحرفين عن الإيمان، يقاومون الحق ويضطهدون
الكنيسة بعنف، بجلد وتمزيق بالأسياط، وقسوة على الجميع، حتى السب في الأساقفة!
ومع
ذلك فإننا لن نهمل العيد بسبب هذه الأمور، إنما يلزمنا على وجه الخصوص أن نذكرها
من وقت إلى آخر ولا ننساها تمامًا.
والآن
فإن غير المؤمنين (الأريوسيين) لا يبالون بحلول الأعياد، بل يقضون حياتهم كلها في
السب والأمور المملوءة غباء، أما أعيادهم التي يحفظونها فهي للحزن لا للفرح.
أما
بالنسبة لنا نحن في هذه الحياة الحاضرة، فإننا فوق كل شيء لنا طريقًا أكيدًا
(للسماء). إنه بالحق عيدنا. لأن مثل هذه الأمور (المضايقات) تخدمنا في التدرب
والتجربة، فإذ نتزكى ونختار خدامًا للمسيح، نصير شركاء في الميراث مع القديسين.
لتحميل الرسالة
كاملة اضغط هــــــــــــــــــــــــــــــنا