التمهيد ثم صعود الرب
[1:1-11]
أ
- التمهيد (1:1-5)
1:1 «الكلامُ الأَولُ
أنشأتُه يا ثَاوفِيلُس عَنْ جميعِ ما ابتدأَ يسوعُ يفعلُهُ ويُعلِّمُ بهِ».
نحن نتمسَّك أشد
التمسُّك بقول القديس بطرس: » عالمين
هذا أولاً أن كل نبوَّة الكتاب ليست من تفسير خاص، لأنه لم تأتِ نبوة قط بمشيئة
إنسان، بل تكلَّم أُناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس «(2بط 1: 20و21).
فإن كان هذا هو أمر النبوة في العهد القديم، فما بالك بإنجيل الله!
لذلك ينبغي أن ينتبه
الذهن أننا هنا أمام الإنجيل المقدَّس، والمكتوب هنا هو بقيادة الروح القدس، وقد
كُتب حسب المشورة الإلهية، فهو يختص بعمل المسيح وتعليمه.
وسوف يتضح لنا من
تحليل الكلمات في مفهومها اليوناني أن الكلام الأول هو الإنجيل للقديس لوقا، وأن
ما يقدمه ق. لوقا هنا هو المحسوب أنه الكلام الثاني أو اللاحق أو المكمِّل وهو سفر
» الأعمال « وأن الاثنين عمل
واحد، وهو ما ابتدأ الرب يسوع يعمله ويعلِّم به أثناء وجوده مع تلاميذه في مدة حياته
على الأرض. ثم ما انتهى به الرب الروح من السماء من العمل والتعليم بواسطة تلاميذه
بقيادة الروح القدس.
أمَّا عن شخصية
ثاوفيلس هذا، فذلك لا يهمنا في شيء مهما كان هذا الإنسان عزيزاً، ففي الحقيقة لم
يُكتب الإنجيل بوحي الروح القدس وتدبيره من أجل عزيز من الناس أو الأعزاء فقط، بل
في الحقيقة كُتب لجميع المتعبين والمذلين والثقيلي الأحمال الطالبين راحة لأنفسهم،
ولخطاة الأرض الذين يطلبون منه التوبة والنجاة ويتلمَّسون فيه نور الحياة. وإن كان
ولا بد من ثاوفيلس فهو ثاوفيلس كل إنسان، الذي يعني «محب الإله» QeÒfiloj فهذا جيد وحق. ولمثل هؤلاء وحدهم يلزم الإنجيل!
لتحميل
الكتاب اضغط هــــــــــــــــنا