كثيرون يكتبون
للكبار . وقليلون هم الذين يكتبون للصغار أيضاً كثيرون ينشغلون بالحديث مع الكبار
. ويندر
من يحبون الحديث إلى الصغار . لذلك يشعر الصغار أحياناً أنهم ليسوا موضع
اهتمام الكبار ، ولا موضع احترامهم ، فيحاولون أن يجذبوا أنظارهم بطرق شتى ، ربما
بالضجيج أو العناد أو ( الشقاوة ) ... ونحن نريد فى هذا الكتاب أن نتحدث عن الطفل
، ونفسيته ، وكيفية التعامل معه ، واكتساب محبته ، وخدمته روحياً واجتماعياً
وثقافياً . ذلك لأن الطفل هو النواة الأولى للمجتمع ، والكنيسة . إن كسبناه كسبنا
جيلاً بأثره . وإن خسرناه مستقبل هذا الجيل الذى نعيشه ، وما يترتب على ذلك من
خسارة أجيال أخرى . أنا شخصياً أحب الأطفال ، وأحب أن أداعبهم وألاعبهم وأحادثهم
وأصادقهم . وأجد فى الطفولة براءة وصدقاً وصراحة ، كما أجد فيها أيضاً سرعة
التجاوب التى لا نجدها فى الكبار .. وليس هذا الكتاب نتيجة خبرات لدراسة كتب فى
علم النفس والتربية .. وإنما هو نتيجة خبرات شخصية عشتها مع الأطفال ، سواء فى
مدارس الأحد ، أو اللقاءات العديدة فى الكنيسة ، ومع العائلات وفى دور الحضانة ،
وفى الأندية ، وفى غير ذلك … أقدمه هدية للتربية الكنيسة ، وأيضاً للتربية العائلية ، ولكل
المهتمين بالطفل . وقد ألقيت فى هذا المجال محاضرات متعددة ، أحدثها فى كنيسة
مارجرجس باسبورتنج بالإسكندرية ، وفى أغسطس 1992م ، فى أسبوع أعده للطفل : القمص
تادرس يعقوب ملطى ، بارك الله جهوده الكثيرة المخلصة فى خدمة م
مرحلة
الطفولة .
البابا شنوده الثالث
لتحميل الكتاب اضغط هـــــــــــــنا