قصة الطفل الذي أبكى يسوع !


اعتاد أندي كل يوم أن يمر على الكنيسة ليسلم على يسوع ويصلي، ولكي يمر على الكنيسة كان يعبر طريق خطر تسير فيه العربات بسرعة شديدة، وكان كاهن الكنيسة الأب ثومسن يحب أندي جداً، ولما عرف أنه يعبر طريق خطر أقنعه بأن يمسك بيده عند عبور الطريق.

وفي يوم كان أندي يصلي ويقول ليسوع أنت تعلم أن امتحان الرياضة كان صعباً جداً ولكني رفضت الغش فيه مع أن زميلي كان يلح عليَّ، وأنت تعلم أن أبي لم يكسب هذه السنة وليس لدينا الآن أكل يكفينا ولكني أكلت بعض لقمات من العيش مع الماء .. وأنا أشكرك جداً على ذلك، ولكني وجدت قطاً قريباً مني وكنت أشعر بأنه جائع فأعطيته بعض لقمات من عيشي .. هذا مضحك أليس كذلك؟ عموماً أنا لم أكن جائعاً جداً، أنظر يا يسوع .. هذا هو آخر زوج حذاء عندي .. وربما سأضطر للمشي حافياً إلى المدرسة قريباً لأن حذائي مقطع ومهلهل .. ولكن لا بأس فعلى الأقل أنا سأذهب إلى المدرسة لأن أصدقائي تركوها لكي يساعدوا أهلهم في الزراعة في هذا الموسم القاسي .. أرجوك يا يسوع أن تساعدهم لكي يعودوا للمدرسة، أه شيء آخر .. أنت تعرف بأن أبي قد ضربني مرة أخرى .. وهذا شئ مؤلم .. لكن لا بأس (مش وحش) لأن الألم سوف يزول بعد فترة .. المهم أن لي أباً .. وهذا أشكرك عليه .. هل تريد أن ترى كدماتي (مكان الضرب) ؟ وهذه دماء هنا أيضاً .. أنا أعتقد أنك تعرف بوجود الدم .. أرجوك يا يسوع لا تغضب على أبي .. فهو متعب وقلق جداً من أجل أن يكون لدينا طعام ومن أجل دراستي أيضاً، على فكرة يا يسوع هل أنا أعجبك .. فأنت أفضل صديق لي، أه هل تعرف أن عيد ميلادك سيكون الأسبوع المقبل ؟ ألا تشعر بالسعادة .. أنا فرحان جداً .. انتظر حتى ترى هديتي لك .. ولكنها ستكون مفاجأة، أه لقد نسيت .. عليَّ أن أذهب الآن.

خرج أندي مع الأب الكاهن وعبرا الشارع معاً، لقد كان الأب ثومسن معجباً جداً بالصبي أندي الذي كان يداوم دائماً على الحضور إلى الكنيسة كل يوم ليصلي ويتحدث مع يسوع، حتى أنه كان يتكلم عنه كثيراً في عظاته كمثال جميل على الإيمان والنقاء والبساطة التي يتمتع بها أندي رغم ظروفه الصعبة والفقر الشديد، وقبل يوم واحد من عيد الميلاد مرض الأب ثومسن ودخل المستشفى، فحل محله كاهن آخر كان قليل الصبر على الأطفال، وفي ذلك اليوم سمع الكاهن الجديد صوتاً في الكنيسة، فذهب ليرى من أين هذا الصوت، فرأى أندي وهو يصلي ويتكلم مع يسوع كعادته، فسأله في غضب: ماذا تفعل هنا أيها الصبي ؟ فحكى له أندي عن قصته مع الكاهن ثومسن، فصرخ الكاهن في وجهه وسحبه بعنف خارج الكنيسة حتى لا يعطله عن التحضير لقداس الكنيسة، حزن أندي جداً لأنه كان قد أحضر معه اليوم هديته لعيد ميلاد صديقه يسوع، ولن يستطيع أن يرسلها إلى صديقه بسبب هذا الكاهن الجديد.

خرج أندي وأثناء عبوره الطريق الخطر كان مشغولاً بلف هديته وحفظها، فصدمته سيارة مسرعة وأنهت عليه في الحال، فتجمع حوله كثير من الناس وهو غارق في دمائه، و فجأة .. ظهر رجل بثياب بيضاء .. جرى مسرعاً إلى أندي وحمله على ذراعيه وهو يبكي، والتقط هدية أندي البسيطة ووضعها قرب قلبه، فسأله الناس المجتمعون: هل تعرف هذا الصبي ؟ فأجاب وهو يبكي: هذا هو أفضل صديق لي، ثم مضى به بعيداً.

وبعد أيام عاد الكاهن ثومسن إلى كنيسته، وفوجئ بالخبر الحزين، فذهب إلى بيت أهل أندي ليعزيهم ويسألهم من هو هذا الشخص الغريب الذي كان يرتدي ثياباً بيضاء، فأجاب الأب بأن هذا الشخص لم يقل لهم شيئاً، ولكنه جلس حزيناً يبكي على ابننا وكأنه يعرفه منذ فترة طويلة، إلا أن شيئاً غريباً حدث أثناء وجوده معنا، لقد شعرنا بسلام كبير في البيت، وقام برفع شعر ابني وقبله، وقال بصوت منخفض جداً في أذنيه كلمات، فسأله الكاهن ماذا قال؟
فأجاب الوالد: قال شكراً على الهدية .. سأراك قريباً .. لأنك ستكون معي.

وأكمل الوالد: لقد بكيت وبكيت، ولكن شعوراً جميلاً كان بداخلي، فدموعي كانت دموع فرح دون أن أعرف سبب ذلك، وعندما خرج هذا الرجل من منزلنا أحسست بسلام داخلي عجيب وبشعور حب عميق، أنا أعلم بأن ابني في السماء، ولكن أخبرني يا أبي .. من كان هذا الشخص الذي كان يتكلم مع ابني كل يوم في الكنيسة ؟؟؟؟؟
بكى الأب الكاهن وهو يقول: كان يتكلم مع ............ يسوووع :')

أحدث أقدم