لا تتلفت - تأمل لخلوة اليوم
"لا تتلفت لأني الهك".. ركز عينك عليّ.. لا تدع كل ما يمر أمام عينيك يلهيك عني لأني أنا الله وليس آخر.. لا راحة حقيقية ولا سعادة ولا أمان حقيقي خارجاً عني. تلفتك يميناً ويساراً وللخلف معناه أنك مشوش ومنزعج جداً وتبحث عن مصدر عون أو تدخل من خارجك.. لكنك تبحث في كل الاتجاهات ويفوتك أن تنظر إلى فوق حيث إلهك.. هل تذكر التلاميذ في وسط البحر الهائج وأنا نائم على وسادة في المؤخر؟ ظلوا ينظرون ويتلفتون إلى البحر تارة وإلى الريح تارة وإلى الماء داخل المركب تارة أخرى.. أخذوا وقتاً طويلاً قبل أن يلتفتوا إليّ ويوقظوني.. وحينما فعلوا فاجئهم أن البحر والريح يطيعانني بكلمة من فمي.. كان لسان حالهم "ما أسهله حلاً.. يا ليتنا تلفتنا اليه وأيقظناه من البداية".
حين تدخل مخدع الصلاة بذهن مشتت وعقل مشحون بالهموم.. كل ما أطلبه "لا تتلفت لأني الهك".. ثبت النظر إلى فوق من حيث يأتي عونك.. كلما حاول فكرك أن يسرح بعيداً في محاولة لإيجاد حل، رده سريعاً إلي التركيز في كلمات الصلاة الموجهة لي. جاهد مع أفكارك وانتظر نعمتي لأني معك و"قد أيدتك وأعنتك وعضدتك بيمين بري". حينها ستقتنع بأنه "يستجيب لك الرب في يوم شدتك ينصرك اسم اله يعقوب. يرسل لك عوناً من قدسه ومن صهيون يعضدك".. فقط لا تتلفت إلى غيري.
تدريب: التركيز في كلمات الصلاة وضبط الذهن المشتت.