تأملات فى سفر يونان

تأملات فى سفر يونان

تأملات فى سفر يونان
ما أجمل ما فعلته الكنيسة إذ اختارت هذا السفر ليكون مقدمة للصوم الكبير ، يسبقه بأسبوعين ، بقصة جميلة للتوبة ، وللصوم حتى نستقبل أيام الأربعين المقدسة بقلب نقى ملتصق بالرب .
+ من أروع القصص التي تكشف عن أبوة الله للبشرية بلا تمييز.. فهو يطلب الأمم أيضًا متى وجد استعدادا لقبوله وفي الوقت نفسه يؤدب بنيه
+ يكشف عن عدم العصمة فقد عصي النبي والرب أدبه مستخدمًا خطأه كجزء من خطته الإلهية للخلاص فصار في ابتلاع الحوت له رمزًا لدفن السيد وقيامته في اليوم الثالث (مت 12: 38 - 42)، كما يري البعض فيه رمزًا لإسرائيل الرافض للكرازة بين الأمم، فألقوا في بحر الأمم حتى يقومون من جديد حين يقبلون السيد المسيح.
نرى الله في هذا السفر سيدًا على كل الخليقة فهو:-
1) يُرسل نوءًا عظيمًا ثم يوقفه حين يريد.
2) يعد حوتًا ليبتلع يونان ثم يلقيه حين يريد الله.
3) ينبت يقطينة ثم يأمر دودة لتأكلها وتتلفها.
(4) يرسل ريحًا شرقية لتضرب يونان. وقد تبدو هذه الأفعال أنها عنيفة ولكنها كانت لتحقق مصالحة الله مع الإنسان وتعلن محبة الله. ولقد تاب يونان فعلًا واستفاد من الدرس وهكذا تابت نينوى ولم يهلك شعبها. ربما كان الدواء مُرًا لكنه يؤتى نتائج مبهرة.
من تاملات البابا شنودة
+ عجيب جدا هذا الرجل فى إيمانه ، إنه حقا رجل الإيمان العميق الذى اختاره الرب ... لا ننكر أن ضبابا قد اكتنفه فأخطأ إلى الله ، ولكن عنصره ما يزال طيبا .
إنه يرى المستقبل الملىء بالرجاء قائما كأنه الحاضر ، ويشكر الرب على خلاص لم ينله بعد من جهة الزمن ، ولكنه قد ناله فعلا من جهة الكشف الخاص بموهبة النبوة ، الخاص بالرجل المفتوح العينين ، الذى يرى رؤى الرب كأنها فى كتاب مفتوح ، ويتمتع بمواعيده قبل أن تأتى ...
وإذ وصل ايمان يونان إلى هذا الحد العجيب ، أمر الرب الحوت فقذفه إلى البر ..
كان سير هذا الحوت بإحكام عظيم ، وفق خطة إلهية مدبرة تدعو إلى الأطمئنان ، ظهر فى الوقت المناسب ، وفى المكان المناسب ، لكى يحمل يونان فى داخله كما لو كان هذا النبى ينتقل من سفينة مكشوفة يمكن للأمواج أن تغطيها وتغرقها ، إلى سفينة مغلقة محصنة لا تقوى عليها المياة ولا الأمواج . وفى الوقت المناسب قذف يونان إلى البر فى المكان الذى حدده الرب لنزوله . ثم جاز مقابله بعد أن أدى واجبه نحوه على أكمل وجه ...
هنيئا لك يا يونان هذه الغواصة البديعة ، التى عشت فى أحضانها فترة ، أعادتك إلى طقسك وإلى رسالتك ...
نقلب هذه الصفحة من قصة يونان ، كأنها لم تحدث ، وكأن هذين الإصحاحين الأولين من السفر قد نسيهما الرب ، فعاد يقول ليونان مرة أخرى " قم اذهب إلى نينوى المدينة العظيمة ، وناد عليها المناداه التى أنا مكلمك بها ... "
أحدث أقدم