روضة النفوس مقروءة للقديس أنطونيوس


    حمـداً لسيدنا يسوع المسيح مخلّصنا الوحيد . الذي فدانـا بدمه الكريم المجيد ، وتعطف علينا برحمته ،
وجعلنا أَهلاً لطاعته ، وسربلنا بأَثواب البرارة القدسية ، ووشحَّنا بالحلل الطاهرة الملائكيَّة ، فنلنا الشرف الجليل برأْفتـه ، ومُتّعنا بدوام المثول لدى عزَّته ، في هياكل قدسه لخدمة أسراره واقتبال جزيل نعمته ، نمجدهُ على نعمه التي رفعتنا إلى درجات الكهنوت ، وأَهلتنا لنعيم الملكوت ، تمجيداً نشارك به الملائكة الروحانيين وطغمات النورانيين .
    أَما بعد فيقول أحقر عبيد اللـه اندراوس الراهب ، الغير مستحق لأَدنى المواهب ، أنهُ لما كانت رسائل أبينا القديس العظيم أنطونيوس من أَبْهى الرسائل ، التي جمعت أَشهى الوسائل ، للوصول إلى رتبة القداسة الحقيقية وبلوغ كمال الطهارة الروحيَّة ، التي بِها يرتقي الإنسان ، بالعقل والجنان ، إلى أَوج السماء ، للاشتراك في التسبيح والتقديس مع الملائكة ، كيف لا وكاتب هذه الرسائل النفيسة ، موضوع فخر الأواخر والأوائل . 

أحدث أقدم